وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا مَا قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا
5842 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ الْأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ نَهَى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مثهما بما لا ينبغي وإما كناية عن التعجب في هذا القول و (كبر) أي عظم وشق عليهما و (مبلغ) أي كمبلغ ووجه الشبه عدم المفارقة وكمال الاتصال و (يقذف) أي شيئًا تهلكان بسببه لأن مثل هذه التهمة في حقه صلى الله عليه وسلم تكاد تكون كفرًا مر الحديث في الاعتكاف، قوله (ابن أبي ثور) بلفظ الحيوان المشهور عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور مر مع الحديث في باب التثاؤب في العلم، قوله (هند) منصرفا وغير منصرف بنت الحارث الفراسية بكسر الفاء وبالراء وبالمهملة وقيل القرشية وعبر عن الرحمة بالخزائن لقوله تعالى «خزائن رحمة ربي» وعن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إلى العذاب أو هو من المعجزات لما وقع من الفتن بعد ذلك و (فتح الخزائن) حين تسلط الصحابة على فارس والروم، قوله (رب) فيه لغات وفعلها محذوف أي رب كاسية عرفتها والمراد أن اللاتي يلبسن رقيق الثياب التي لا تمنع من إدراك لو ن البشرة معاقبات في الآخرة بفضيحة التعري أو أن اللابسات للثياب النفيسة عاريات عن الحسنات فيها في كتاب العلم وأعلم أن هذا الحديث وقع في بعض النسخ قبل باب التكبير وحينئذ لا يناسب ترجمة ذلك الباب، قال ابن بطال: قلت للملهب ليس حديث أم سلمة مناسبا للترجمة فقال إنما هو مقو للحديث السابق يعني لما ذكر أن لكل نفس بحكم القضاء والقدر مقعدًا من الجنة أو النار أكد التحذير من النار بأقوى أسبابها وهي الفتن والطغيان والبطر عند الفتح الخزائن ولا تقصير في أن يذكر ما يوافق الترجمة ثم يتبعه بما يقوي معناه وقال أيضًا عادة العرب أخذ العصا عند الكلام والخطب وغيره، والشعوبية وهو طائفة تفضل العجم على العرب أنكروا ذلك عليهم وهو حصل منهم وكيف لا وكان لموسى عليه السلام عصا وقد جمع الله تعالى فيها من البراهين العظام ما هو معلوم وكان لسليمان عليه السلام منسأة يتخذها في مصافاته وصلواته وخطبه أقول هي سنة الأنبياء وزينة للأولياء ومذمة للأعداء وقوة للضعفاء