{يَصَّدَّعُونَ} يَتَفَرَّقُونَ {فَاصْدَعْ} وَقَالَ غَيْرُهُ ضُعْفٌ وَضَعْفٌ لُغَتَانِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {السُّوأَى} الْإِسَاءَةُ جَزَاءُ الْمُسِيئِينَ
4456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَاخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ يَاخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ فَفَزِعْنَا فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَالَ مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ لَا أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ} وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنْ الْإِسْلَامِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نزل هذا في حق الآلهة وفي حق الله تعالى على سبيل المثال أي هل تروضن لأنفسكم أن يشارككم بعض عبيدكم فيما رزقناكم تكونون أنتم وهم فيه على السواء من غير تفرقة بينكم وبين عبيدكم تخافون أن يرث بعضهم بعضكم وأن يستبدلوا بتصرف دونكم كما يخاف بعض الأحرار بعضاً فإذا لم تراضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب أن تجعلوا بعض عباده شريكاً له قال (ترى الودق) أي المطر وقال (فهم في روضة يحبرون) أي ينعمون وقال (لا مرد له من الله يومئذ يصدعون) أي يتفرقون وقال (ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون) أي يسوون المضاجع لأنفسهم وقال (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى) أي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة هي جزاء المسيئين وقال (خلقكم من ضعف) بفتح الضاد وضمها وقال (وما أوتيتم من رباً ليربوا في أموال الناس فلا يربو عند الله) أي من أعطى يبتغي أفضل من ذلك فلا أجر له عند الله فيه، قوله (محمد) ابن كثير ضد القليل و (كندة) بكسر الكاف وإسكان النون وبالمهملة موضع بالكوفة، فإن قلت كيف يكون (لا أعلم) من العلم قلت تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم وهو المناسب لما قيل