إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتِ الْمَاءَ. قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ، وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال المظهري في شرح المصابيح: اعلم أنه ذكر في تقسيرم الأرض ثلاثة أقسام وفي تقسيم الناس باعتبار قبول العلم قسمين أحدهما من فقه ونفع الغير والثاني من لم يرفع به رأساً وإنما ذكره كذلك لأن القسم الأول والثاني من أقسام الأرض كقسم واحد من حيث أنه ينتفع به والثاني هو ما لا ينتفع به فكذلك الناس قسمان من يقبل ومن لا يقبل وهذا يوجب جعل الناس في الحديث على قسمين من ينتفع به ومن لا ينتفع وأما في الحقيقة فالناس على ثلاثة أقسام فمنهم من يقبل من العلم بقدر ما يعمل به ولم يبلغ درجة الإفادة ومنهم من يقبل ويبلغ به ومنهم من لا يقبل. أقول ويحتمل الحديث تثليث القسمة في الناس بأن يقدر قبل لفظة نفعه كلمة من بقرينة عطفه على من فقه كما جاء في قول الشاعر:
أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
إذ تقديره ومن يمدحه وحينئذٍ يكون الفقيه بمعنى العالم باللفظ مثلاً وفي مقابلة الأجادب والنافع في مقابلة النقية على اللف والنشر الغير المرتبين ومن لم يرفع في مقابلة القيعان. فإن قلت لم حذف لفظ من قلت إشعاراً بأنهما في حكم شيء واحد أي في كونه ذا انتفاع في الجملة كما جعل للنقية والأجادب حكماً واحداً ولهذا لم يعطف بلفظ أصاب في الأجادب، فإن قلت لم كرر لفظ مثل في من لم يرفع. قلت لأنه نوع آخر مقابل لما تقدم. فإن قلت في الحديث تشبيهان أو تشبيه واحد. قلت تشبيهات متفرقة ومتعددة باعتبار الأجزاء كتشبيه ما بعثه الله به بالغيث الكثير وكتشبيه أنواع الناس بأنواع الأرض ونحوهما. فإن قلت هما من أي قسم من أقسام التشبيه. قلت الأول من تشبيه المعقول بالمحسوس والثاني من تشبيه المحسوس بالمحسوس ويحتمل أن يكون تشبيهاً واحداً من باب التمثيل أي تشبيه صفة العلم الواصل إلى أنواع الناس من جهة اعتبار النفع وعدمه بصفة المطر المصيب إلى أنواع الأرض من تلك الجهة. فإن قلت فقوله فذلك مثل من فقه هل هو داخل في التشبيه أو هو تشبيه آخر. قلت هو تشبيه آخر ذكر كالنتيجة للأول ولبيان المقصود منه. قوله (قال أبو عبد الله) أي الإمام البخاري صاحب الجامع (قال إسحاق) وفي بعض النسخ بعده عن أبي أسامة يعني حماد بن أسامة والمقصود منه أنه روى إسحاق عن حماد لفظ طائفة بدل ما روى محمد بن العلاء عن