اللَّهُ) فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ - وَرَّثُوا الْعِلْمَ - مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ بِهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ. وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وَقَالَ (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ). وَقَالَ (هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ). وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ». وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
معني متقدما وذلك المعني هو علم ما وعد الله عليه من الثواب. قوله (فبدأ بالعلم) حيث قال «فاعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك» والاستغفار إشارة إلي القول: والعمل ويعلم من الآية أن التوحيد مما يجب العلم به ولا يجوز فيه التقليد ومذهب أكثر المتكلمين أن إيمان المقلد في أصول الدين غير صحيح وقال محيي السنة: يجب علي كل مكلف معرفة علم الأصول ولا يسمع فيه التقليد لظهور دلائله قوله (أن العلماء) بفتح أن وروي بكسرها علي تقدير باب هذه الجملة أو علي سبيل الحكاية قوله (ورثوا) بفتح الواو وتشديد الراء المفتوحة والمكسورة وبفتح الواو وكسر الراء المخففة (أخذ) أي من ميراث النبوة (بحظ وافر) أي كثير كامل. قوله (علما) إنما نكر ليتناول أنواع العلوم الدينية ليندرج فيه القليل والكثير. و (سهل الله له) أي في الآخرة أو المراد وفقه الله تعالي للأعمال الصالحة فيوصله بها إلي الجنة أو سهل عليه ما يزيد به علمه لأنه أيضا من طرق الجنة بل أقربها ومن لفظ وأن العلماء إلي ههنا ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم وذكره البخاري تعليقا لأنه ليس بشرطه قوله (أو نعقل) أي نعلم وحذف مفعول نعقل لأنه كالفعل اللازم فمعناه لو كنا من العلماء لما كنا من أهل النار. قوله: (يفقه) أي يفهمه إذ الفقه الفهم ويحتمل أن يراد به المعني الاصطلاحي أي الفهم للأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية وفي بعض الروايات يفهمه. قوله (بالتعلم) وفي بعضها بالتعليم أي ليس العلم المعتبر إلا المأخوذ من الأنبياء وورثتهم علي سبيل