حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا خَلَّفْتُ لَهُمْ ابْنَهُ لِأَشْغَلَهُمْ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا فَلَمَّا أَدْرَكُونَا قُلْتُ لَهُ ابْرُكْ فَبَرَكَ فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لِأَمْنَعَهُ فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُرِينَا ذَلِكَ الْأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ
وَقَدْ وَكَّلَ عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ فِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الذي يميلون إليه ويأتونه أي أتباعه وحواشيه, وقيل المراد بها المال. قوله ((لأحوزه حين نام)) من الحيازة أي الجمع وفي بعضها من الحرز أي الضبط والحفظ وفي بعضها من التحويز أي التنفيذ. قوله ((أمية)) بالرفع أي هذا أمية، وبالنصب أي ألزموا أمية و ((أتوا)) من الإتيان وفي بعضها من الآباء وتخللت إذا غشيته وعلوته. ولما قتلوه قال أبو بكر رضي الله عنه أبياتا منها:
هنيئا زادك الرحمن فضلا ... فقد أدركت ثأرك يا بلال
قال المهلب وترك عبد الرحمن أن يكتب إليه لفظ الرحمن لأن التسمية علامة كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وأما سعى بلال في قتل أمية واستصراخ الأنصار وإغراؤهم به فلأنه كان عذب بلالا بمكة كثيرا على الإسلام، وكان يخرجه إلى الرمضاء إذا حميت الشمس فيضجعه على ظهره ثم يأخذ الصخرة العظيمة فيضعها على صدره ويقول: لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد فيقول بلال: أحد أحد، قوله و ((إبراهيم)) بالرفع, فإن قلت ما الغرض من ذكره وقد علم سماعهما من الإسناد؟ قلت تحقيقا لمعنى السماع حتى لا يظن أنه عنعن بمجرد إمكان السماع كما هو مذهب بعض المحدثين كمسلم وغيره ((باب الوكالة في الصرف)) أي يبيع النقد بالنقد ومر تحقيقه