بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَاكُلُ وَلَا يَشْبَعُ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَابَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَابَى أَنْ يَاخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَا حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المهملة وخفة الزاي مر قريبا. قوله (خضرة) التأنيث إما باعتبار الأنواع أو الصورة أو تقديره كالفاكهة الخضرة الحلوة شبه المال في الرغبة فيه بها فان الأخضر مرغوب فيه من حيث النظر والحلو من حيث الذوق فإذا اجتمعا زاد في الرغبة. قوله (بسخاوة) فان قلت: السخاوة إنما هي في الإعطاء لا في الأخذ قلت السخاوة في الأصل هي السهولة والسعة قال القاضي: فيه احتمالان: أظهرهما أنه عائد إلى الأصل أي أخذه بغير حرص وطمع وإشراف عليه والثاني إلى الدافع أي من أخذه ممن يدفعه منشرحا بدفعه طيب النفس له والإشراف على الشيء الاطلاع عليه والتعرض له. قوله (كالذي يأكل) أي كمن به الجوع الكاذب وقد يسمى بجوع الكلب كلما ازداد أكلا ازداد جوعا و (اليد العليا) المشهور أنها المنفقة وقيل هي المتعففة وهذه هي المناسبة لهذا المقام وتقدم في باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى. الخطابي: من أخذه بسخاوة أي أخذه لينفقه ويتصدق به، وكالذي يأكل ولا يشبع أي كمن به هذه العلة إذ هي علة من العلل وقيل هو صفة دابة من الدواب. قوله (لا أرزأ) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الزاي وبالهمزة الجوهري: رزأت الرجل إذا أصبت منه خيرا قال صاحب النهاية يقال ما رزأته ماله أي ما نقصته فمعناه لا أنقص مال أحد بالأخذ منه ولفظ "بعدك" يراد به بعد سؤالك وغيرك فان قلت: لم أمتنع من الأخذ مطلقا وهو مبارك إذا كان بسعة الصدر مع عدم الإشراف. قلت مبالغة في الاحتراز إذ مقتضى الجبلة الأشراف والحرص والنفس سراقة والعرق دساسة ومن حام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015