ثُمَّ الشَّهَادَةُ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ. فَقَالَ لَيْتَنِى يَا ابْنَ أَخِى وَذَلِكَ كَفَافاً لاَ عَلَىَّ وَلاَ لِى أُوصِى الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِى بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ خَيْراً، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْراً الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ لاَ يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.
1314 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كالشهيد في ثواب الآخرة وقد ورد من قتل دون دينه فهو شهيد. قوله (كفاف) وهو بفتح الكاف المثل فإن قلت أين خبر ليت قلت: خبره لا على أي ليتني لا عقاب على ولا ثواب لي يه أي أتمني أن أكون رأساً برأس في أمر الخلافة وفي بعضها لا ليا بإلحاق ألف الإطلاق في آخره وهو إشارة إلى ما قال الشاعر:
على أنني راض بأن أحمل الهوى وأخلص منه لا على ولا ليا
قوله (المهاجرين الأولين) هم الذين هاجروا قبل بيعة الرضوان أو الذين صلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدراً فإن قلت كيف جاز وقوع خيراً بين الصفة والموصوف؟ قلت: مجموع الكلام بدل عما تقدم فالذين تبوءوا الدار عن الأنصار و (ن يقبل من محسنهم) عن الخير وفيه لطف. قوله (بذمة الله) أي بأهل ذمة الله وهم عامة المؤمنين لأن كلهم في ذمتهما وهذا تعميم بعد تخصيص. قوله (وراءهم) الوراء بمعنى الخلف وقد يكون بمعنى القدام وهو من الأضداد وفيه أن الخلافة بعد عمر كانت شورى وأنه يستحب الدفن في أفضل المقابر واختيار جوار الصالحين (باب