قال وهيب بن الورد: من أراد شهوات الدنيا فليتهيأ للذل.

وانشدوا:

بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم ... سوي غادر والغدر حشو إهابه

فجررت من كنز القناعة صارمًا ... قطعت إياسي عنهم بذبابة

فلا يراني واقفًا في طريقه ... ولا ذا يراني قاعدًا عنه بابه

وقد روي العطار- قدس الله روحه- قال: (مررنا بالبصرة في بعض الشوارع وإذا مشايخ قعود وصبيان يلعبون. فقلت: أما تستحيون من هؤلاء المشايخ؟ فقال صبي من بينهم: هؤلاء المشايخ قل ورعهم، فقلت هيبتهم).

قال بعض السلف: (ومن آداب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، تقليل العلائق حتى لا يكثر خوفه، وقطع المطامع من الخلائق حتى تزول عنه المداهنة).

وفي المعجم الأوسط لأبي القاسم الطبراني، وصحيح الحاكم من حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه- في حديث طويل- أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "عز المؤمن استغناؤه عن الناس". ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب، وأبو نعيم- في الحلية.

قال الحاكم: صحيح الإسناد.

وجعله القضاعي- في مسند الشهاب- من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وأنشد أبو حازم المدني:

الدهر أدبني والصبر رباني ... والقوت أقنعني واليأس أغناني

وأحكمتني من الأيام تجربة ... حتى نهيت الذي كان ينهاني

وغيره:

حنكتني نوائب الدهر حتى ... عرفتني طرائق الإرشاد

وفي جامع الترمذي، وغيره من حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: ذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015