وقال تعالى في النساء {أم يحسدون النّاس على ما ءاتهم الله من فضله ... } يعني أن اليهود حسدوا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على ما آتاه الله من النبوة، وما أجرى على يديه من الخيرات.
وقال تعالى في النساء أيضًا: {ودٌوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء .. }.
أي يودون لكم الكفر كما فعلوا فتكونون أنتم وهم سواء في الكفر.
وقال تعالى: {ودٌوأ لو تدهن فيدهنون}
حكى المفسرون فيه أقوالًا:
أحدهم: لو ترخص فيرخصون- قال ابن عباس.
والثاني: لو تصانعهم في دينك فيصانعون في دينهم- قاله الحسن.
والثالث: لو تكفر فيكفرون- قاله عطية، والضحاك، ومقاتل.
والرابع: لو تلين لهم فيلينون لك- قاله ابن السائب.
والخامس: لو تنافق وترائي فينافقون ويراؤون. قاله زيد بن مسلم.
والسادس: لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم.
وكانوا قد أرادوه لو يعبد آلهتهم مدة ويعبدوا (إلهه) مدة- قاله ابن قتيبة.
وكذالك قال أبو عبيدة من المداهنة. وقيل غير ذلك. والله أعلم.
وأمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من الحسد، تنبيهآ على عظه وكثرة ضرره.
وفي حديث الإفك المشهور من رواية البخاري، ومسلم، وأحمد، والترمذي، والنسائي وابن ماجه، من حديث محمد بن شهاب الزهري، عن عروة وغيره أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا حسدنها، وأكثرن عليها وفي رواية أي بنية خفضي عليك الشأن فإنه والله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا