الله -تعالى-: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} قال (يدفع الله من يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، ومن يزكي عمن لا يزكي) ثم قال البيهقي -رحمه الله-: وهذا يكون إلى ما يشاء الله وقد يدعهم فيهلكوا جميعًا إذا كثر الفساد، ثم يبعثهم على نياتهم.
قلت: كما سلف في معنى ذلك من الأحاديث المرفوعة والموقوفة. والله أعلم.
ويسند البيهقي -أيضًا- عن مالك بن دينار -رحمة الله عليه- أنه قرأ هذه الآية:
{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} (قال فيكم اليوم في كل قبيلة وحي من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون).
وقال محمد بن الحسين الجوهري: سمعت ذا النون المصري -قدس الله روحه- يقول: يا أيها الناس هذا أوان ينصح فيه الأحياء، إذ الأموات في غمرتهم يعمهون حين غدا الدين غريبًا منبوذًا وغدا أهله غرباء مهينين قد أقبلوا على أكل الحرام وتركوا طلب الحلال ورفضوا المعروف وأقبلول على المنكر، وتركوا الجهاد، فأظلمت الأرض بعد نورها ورضيت العلماء من العلم بعلمهم فانتبهوا أيها الأموات وإخوان الأموات وجيران الأموات، وعن قليل أنتم أموات قد كثرت الذواهي وقلت النواهي. انتهى.
وأنشدوا:
لو أنكر المنكر لم يشنهر ... بين الورى فسق وعصيان
ولو دفع الباطل بالحق لم ... يطل لدى الباطل بنيان
تيقظ للأمر بالمعروف إلى كم نوم، ألحق الناهين عن المنكر فقد سبق القوم.
فسبحانه له الحكم والتدبير وله الأمر والنهي وإليه المصر.
قال جماعة من العلماء -رحمهم الله تعالى-: ويحكم على تارك الأمر بالمعروف