وذكر رزين نحو هذا الحديث عن علي مرفوعًا -أيضًا- بلفظ: (كيف بكم إذا فسق فتيانكم، وطغى نساؤكم؟ قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم وأشد، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم وأشد. كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم وأشد. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا).

وروى ابن أبي الدنيا -بسنده- عن ابي ميسرة عمرو بن شبرحبيل- رحمة الله عليه- قال: «يكون في آخر الزمان رجاجة من الناس لا يعرفون حقًا، ولا ينكرون منكرًا يتراكبون كما يتراكب الدواب والأنعام».

وروى -ايضًا- بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول اله -صلى الله عليه وسلم-: (ما طفف قوم كيلًا ولا بخسوا ميزانًا إلا منعهم الله عزَّ وجلَّ القطر، ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا أظهر الله فيهم الخسف، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم).

وفي سنن ابن ماجه من حديث جابر -رضي الله (عنهما) -، قال: لما رجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهاجرة البحر، قال: (ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ ) قال فتية منهم: بلى يا رسول الله بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهبانيهم تحمل على رأسهم قلة فيها ماء فمرت بفتى منهم. فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها: فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها. فلما ارتفعت التفتت إليه. فقالت: سوف تعلم، يا غدر إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا.

قال: يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صدقت صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟ ).

وروى البيهقي في الشعب من حديث ابن بريدة عن أبيه قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرضه الحبشة لقيه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015