البيان والإدغام أما البيان فلأنّه وإن اجتمع المثلان في كلمة واحدة لكنّهما بمنزلة المنفصلين، لأنّ تاء افتعل ليس بلازم أن يكون بعدها مثلها أبدا، كما في اجتمع واستمع وانتصر ونحوها، فلمّا لم يلزم ذلك أشبهتا المنفصلين فجاز الإظهار وأما الإدغام فلاجتماع المثلين في كلمة واحدة ولم يمنع مانع من الإدغام وسبيله أن تسكّن التاء الأولى من اقتتلوا وتلقي فتحتها على القاف وتدغم التاء في التاء فتسقط ألف الوصل للاستغناء عنها بتحريك القاف فتقول: قتّلوا القوم بفتح القاف وتقول في يقتتلون المضارع يقتّلون، والعمل فيه كالعمل في الماضي (?) ومنهم من يحذف حركة التّاء الأولى (?) ويدغمها من غير نقل الحركة إلى القاف فيلتقي ساكنان القاف والتاء
الأولى المدغمة فتحرك القاف بالكسر لالتقاء الساكنين فتسقط همزة الوصل لتحرّك القاف فتقول: قتّلوا يقتّلون بكسر القاف فيهما، وتقول في مصدرها: قتّالا والأصل اقتتالا فنقلوا وأدغموا كما قلنا صار: قتّالا، وتقول في مقتتلون على لغة الفتح مقتّلون بفتح القاف وعلى لغة الكسر مقتّلون بكسر القاف ويجوز أيضا مقتّلون بضمّ القاف إتباعا لضمّة الميم (?) كما قرأ (?) بعضهم مردفين (?) بضمّ الرّاء إتباعا لضمّة الميم وهي قراءة لأهل مكّة، والأصل: مرتدفين.
ومنها: أنّ تاء الافتعال تقلب إلى غيرها إذا وقعت بعد تسعة أحرف أعني أن تكون فاء افتعل حرفا منها وهي:
1 - الطّاء 2 - الظّاء/ 3 - الصّاد 4 - الضّاد 5 - الدّال 6 - الذّال 7 - الزّاي 8 - الثّاء 9 - السين، لكنّ انقلاب تاء الافتعال بعد الحروف التسعة المذكورة على ثلاثة أوجه: فإنّ تاء افتعل لها مع الأربعة الأول من هذه التسعة حكم، ومع الثّلاثة التالية للأربعة حكم آخر، ومع الحرفين الباقيين من التسعة حكم آخر كما سيذكر مفصّلا.