ولها في الإدغام وعدمه مع الحروف أربع أحوال، وهي: الإدغام والبيان والقلب إلى الميم، والإخفاء (?).
أما الحالة الأولى: وهي إدغامها فتدغم النون في حروف ستة يجمعها قولك:
يرملون كقولك من يقول، ومن راشد، ومن موسى، ومن لك ومن وافد؟ ومن نكرم؟
أمّا إدغام النون في مثلها فلا إشكال فيه لاتّحاد المخرج (?) وأما في الخمسة الباقية، فأدغمت في الراء واللّام لفرط تجاورهما في المخرج، ولذلك كان إدغامها معهما أحسن من البيان، وأدغمت في الميم وإن كانت من حروف الشفة لمشاركتها لها في الغنّة، وأمّا في الياء والواو فلأنّ النون بمنزلة حروف المدّ.
وتدغم النون في الحروف المذكورة على ضربين: إدغام بغنّة وبغير غنّة، أمّا إدغامها بغنّة، وهي صوت من الخيشوم يتبع الحرف فلأنّ النون لها غنّة في نفسها فأبقوها في الإدغام ليكون لها أثر من صوتها، وأمّا بغير غنّة
فبأن تصير مع الرّاء راء، ومع اللّام لاما ومع الواو واوا إلى آخر الحروف المذكورة (?) هذا إذا لم يعرض ما يمنع من الإدغام كما تقدّم من عدم الإدغام في نحو: شاة زنماء، وغنم زنم.
وأمّا الحالة الثانية: وهي بيانها فتبين النون مع الهمزة والهاء/ والعين والحاء والغين والخاء كقولك: من أجلك ومن هانيء ومن عندك ومن حملك؟ ومن غيّرك؟
ومن خالفك فتبيّن مع حروف الحلق الستة المذكورة ولا تخفى ولا تدغم، ووجب البيان لتباعد هذه الحروف عن النون أقصى البعد (?) لكن في بعض اللّغات أجريت الغين والخاء مجرى حروف الفم فأخفوا النون معهما كقولك: منخل ومنغل، والبيان أحسن لأنّهما من حروف الحلق (?).