وهي إن كانت المعرّفة فهي لازم إدغامها في مثلها، وفي ثلاثة عشر حرفا وهي:
الطّاء، والدّال، والتّاء، والظّاء، والذّال، والثّاء، والصّاد، والسين، والزاي، والشين، والضّاد، والنون، والرّاء، لأنّ هذه الحروف منها أحد عشر حرفا من طرف اللّسان، واللّام من طرف اللّسان، ومنها حرفان يخالطان طرف اللّسان وهما الضّاد والشين، لأنّ الضّاد استطالت حتّى اتصلت بموضع اللّام، والشين كذلك.
وإن كانت اللّام غير المعرّفة نحو: لام هل وبل فإدغامها في هذه الحروف جائز وليس بواجب ويتفاوت جوازه حسنا وقبحا وتوسّطا بينهما على حسب القرب من اللّام بمجاورة أو صفة فإنّه كلّما قرب الحرف من اللّام بنحو ذلك كان إدغام اللّام فيه أقوى إلّا أن يمنع مانع. أما الأحسن فإدغام اللّام في الرّاء لأنّها أقرب هذه الحروف إليها نحو: هل رأيت (?)، وأما الأقبح فإدغام اللّام في النون نحو: هل نخرج وإنما كان قبيحا مع مقاربتهما؛ لخروج اللّام
بإدغامها في النون عن نظائرها، وذلك لأنّ النون تدغم في حروف من جملتها اللام كما سنذكر في إدغام النون وليس شيء من تلك الحروف يدغم/ في النون إلّا اللّام، فلما خرجت عن نظائرها في ذلك كان قبيحا، وأمّا الأوسط بين الحسن والقبح، فهو إدغام اللّام في باقي الحروف المذكورة، نحو هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ (?) في قراءة الكسائي (?) بإدغام لام هل في الثاء، ونحو ما أنشد سيبويه (?).
فذر ذا ولكن هتّعين متيّما … على ضوء برق آخر اللّيل ناضب
يريد هل تعين فأدغم اللّام في التّاء، ونحو ما أنشد أيضا (?):