الفضيلة على غيرها بما فيها من المدّ، لأنّها لو أدغمت في غيرها زال مدّها، ولكن تدغم في الياء الواو والنون، أما الواو ففي نحو: طيّا وليّا، والأصل طويا ولويا، وإنّما أدغمت الواو فيها مع انتفاء المقاربة بينهما في المخرج، إمّا لمشابهتها لها في المدّ، وإمّا لإبدال الواو ياء استثقالا بالواو فلما أبدلت ياء، واتّفق أنّ ما بعدها مثلها، وجب الإدغام لاجتماع المثلين، وأمّا النون فأدغمت في الياء في نحو: من يعلم، وإنّما أدغمت فيها مع أنّها ليست مقاربة لها في المخرج لتحسين الكلام بالغنّة عند الإمكان في الحروف التي لا يستثقل ذلك فيها (?).
وهي لا تدغم إلّا في مثلها عند سيبويه (?)، نحو: اقبض ضعفها، ولا تدغم في غيرها لما فيها من الاستطالة، لئلا يذهبها الإدغام لكن جاء إدغام الضّاد في الشين في قراءة أبي شعيب السّوسي (?) عن اليزيديّ (?) عن أبي عمرو (?) في قوله تعالى:
لبعض شأنهم (?) ويدغم في الضاد ما يدغم في الشين إلّا الجيم وذلك سبعة أحرف وهي: الطاء نحو: حط ضمانك والدال نحو: زد ضحكا والتاء نحو: شدت ضفائرها والظاء نحو: احفظ ضأنك، والذال نحو: انبذ
ضاربك، والثاء نحو: لم يلبث ضاربا واللام نحو: الضّاحك وقوله تعالى: بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ (?).