وجميع ذلك على القياس (?) إذ لا يعتبر الأدخل والأخرج في غير/ حروف الحلق أعني السبعة التي تقدّمت وهي: الهمزة والألف والهاء والعين والحاء والغين والخاء.
وهي تدغم في مثلها نحو: أخرج جابرا، ولم يلتق في القرآن جيمان، وهي تدغم في الشين نحو: أخرج شيئا وقال تعالى: أَخْرَجَ شَطْأَهُ (?) وإنما أدغمت الجيم في الشين لقربها منها مع كون الشين أفضل لأنّها أزيد صفة، ولذلك لم تدغم الشين في الجيم ولا في غيرها عند النحويين (?) لما لها من الفضيلة بزيادة التفشي وقد أدغمت الجيم في التاء في قراءة أبي عمرو في قوله: ذي المعارج تعرج (?) بإدغام جيم المعارج في تاء تعرج، وليس بالقويّ لأنّ الجيم قريبة من الشين فكما أنّ الشين لا تدغم لفضيلتها فكذلك الجيم، وتدغم في الجيم: الطاء، والدّال، والتاء، والظاء، والذال، والثاء، وإن لم تقاربها، لأنّ هذه الحروف من طرف اللّسان والثنايا، والجيم من وسط اللسان لكن أجريت الجيم مجرى الشين في إدغام هذه الحروف فيها، لأنّها من مخرج واحد، وإنما أدغمت هذه الحروف، في
الشين لما في الشين من التفشي المتصل بهذه الحروف فمثال إدغام الطاء في الجيم: اربطّ جملا والدّال: احمدّ جابرا والتاء: وَجَبَتْ جُنُوبُها (?) والظاء: احفظّ جارك والذال إِذْ جاؤُكُمْ (?) والثاء:
لم يلبثّ جالسا، ولا تدغم الجيم في واحد من هذه الحروف الستة التي أدغمت فيها، كلّ ذلك لمشاركتها للشين، فأدغمت هذه الحروف فيها كما تدغم في الشين من غير عكس (?).