والثاني ياء قلبت الهمزة ياء، والياء التي بعد الهمزة ألفا.
فمن ذلك جمع نحو: مطيّة وركيّة فتقول: مطايا وركايا لأنّه مثل جمع صحيفة ورسالة وهما يجمعان على صحائف ورسائل فجمع مطيّة على ذلك مطائي بهمز الياء الأولى مثل صحائف ثمّ قلبت الياء التي بعد الهمزة ألفا لما سنذكره بقي: مطاءا بألفين بينهما همزة فتجتمع الأمثال لأنّ الهمزة من جنس الألف فكأنه قد اجتمع ثلاث ألفات وهو مستثقل فقلبت الهمزة ياء بقي مطايا، وكذلك ركيّة وركايا، وإنّما تقلب (?) الهمزة ياء في الجمع المذكور إذا كانت همزة عارضة في الجمع وهي التي لم تكن في الواحد، ومنه: شوايا وحوايا جمع شاوية وحاوية فاعلتين من شويت وحويت والأصل شواوي وحواوي فقلبت الواو التي بعد ألف الجمع همزة لتوسط ألف الجمع بين حرفي علّة كما تقدّم في أوائل صار: شوائي وحوائي، فقلبت الياء التي بعد الهمزة ألفا فصار شواءا وحواءا، ثم قلبوا الهمزة ياء كما قيل في مطايا صار: شوايا وحوايا، وإنّما قلبت الياء في ذلك ألفا لتطرفها بعد الهمزة طلبا للخفة لأنّهم قلبوا اللّام المعتلّة ألفا وليس قبلها همزة في نحو: عذارى والأصل عذاري فقلبها مع الهمزة أولى، لثقل الهمزة، وقد قال بعضهم: هداوي في جمع هديّة وهو شاذ والأجود هدايا (?) ومن الجمع المذكور ما التزمت فيه الواو بدل الهمزة (?) وذلك في جمع نحو: إداوة وعلاوة وهراوة فقالوا: أداوى وعلاوى وهراوى، فأتوا بالواو في
الجمع ليكون الجمع مشاكلا للواحد في وقوع واو بعد ألف في الجمع كما كان في الواحد (?).
واعلم أنّه احترز بقوله (?) أن الهمزة إنّما تقلب ياء إذا كانت عارضة في الجمع،