ليس زيد قائما في الحال ولا تقول غدا، وقيل: إنها للنفي مطلقا للحال والاستقبال، واستدلّ هذا القائل بقوله تعالى: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (?) فهذا نفي لصرف العذاب عنهم يوم القيامة، فهي لنفي المستقبل (?)، ومذهب بعض النحاة أنها حرف (?) واحتجّ على ذلك بوقوعها موقع ما (?) في قول العرب: ليس الطيب إلّا المسك، بالرفع على المبتدأ والخبر كما تقول/ ما الطيب إلا المسك، بالرفع، والصحيح أنها فعل لاتصال الضمائر بها نحو: لست
ولست ولستم وما أشبه ذلك، وذلك من خواصّ الأفعال، ويقع فيها ضمير الشأن (?)، وأمّا جواز تقديم خبرها عليها نفسها فقد اختلف فيه (?) فمنهم من ألحقها بكان لكونها فعلا محققّا، ومنهم من ألحقها بما فتئ، واستدلّ من ألحقها بكان بقوله تعالى: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (?) ووجه الاستدلال أنّ يوم يأتيهم معمول لمصروفا، وإذا قدّم المعمول، صحّ أن يقدّم العامل لأنّ المعمول فرع للعامل، وأجيب عن ذلك أنه من الجائز أن يكون تقديمه لاتّساعهم في الظروف فلا يجوز تقديم غير الظّرف (?).
وهي ما وضعت لدنّو الخبر أي مقاربته ثم دنو الخبر وقربه تارة يكون على سبيل الرجاء، وتارة يكون على سبيل مقاربة حصوله، وتارة يكون على سبيل الأخذ والشروع فيه، فحينئذ أفعال المقاربة على ثلاثة أقسام: