وقوله: بمعنى الثبوت، أي بمعنى بقائها زمانا ثابتا، ليخرج به اسم الفاعل من الفعل اللّازم نحو: قائم وقاعد إن قصدت الحدوث بهذه الصفة جئت بها على لفظ اسم الفاعل كقوله تعالى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (?) ولم يقل ضيّق ليدل على أنّ الضيق عارض في بعض الأحوال غير ثابت (?) وإنّما عدلوا بهذه الصفات عن صيغة اسم الفاعل (?) لأنّهم أرادوا أن يصفوا موصوفاتها بالمعنى الثابت، الذي ليس هو لاسم الفاعل، فقالوا: حسن وشديد وصعب وظريف وضيّق وكريم، أي إنّ هذه المعاني ثابتة للموصوف ومستقرة له. زمانا ثابتا فإذا أرادوا الحدوث أتوا بالصفة على صيغة الفاعل (?) كما قلنا في ضيّق وضائق، ومثل ذلك غضبان وغاضب وطويل وطائل وما أشبه ذلك.

ذكر التشابه والاختلاف بين الصّفة المشبّهة وبين اسم الفاعل

وهي تشابهه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، فحسن كضارب وحسنة كضاربة وحسنان (?) كضاربان، وحسنون كضاربون (?) وأمّا مخالفتها لاسم الفاعل فمن وجوه:

منها: الصيغة وصيغها سماعيّة وتجيء على فيعل كسيّد، وعلى فعل كعم وعلى فعلان كعطشان، وتأتي صيغها في الألوان على أفعل قياسا، كأحمر وأبيض وأسود وأحور وحوراء وأهيف وأغيد.

ومنها: أنّها لا يتقدّم معمولها عليها فلا يقال: زيد وجها حسن كما يقال: زيد عمرا ضارب.

ومنها: أنها لا تكون إلّا ثابتة أي باقية زمانا ثابتا واسم الفاعل لا يكون ثابتا أي ليس باقيا زمانا ثابتا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015