لأنّه يجوز أن يقال: سعده الله بمعنى أسعده الله (?) وكذلك محبوب (?) ومحزون فإنه/ جاء أحبّه وحبّه، وأحزنه وحزنه بمعنى (?)، وأمّا اسم المفعول من الزائد على الثلاثي مطلقا فصيغته مثل صيغة اسم الفاعل، إلّا أنّ اسم المفعول يفتح ما قبل آخره فرقا بينه وبين اسم الفاعل نحو: مستخرج ومدحرج بفتح الرّاء فيهما، وشذّ في هذا الباب ما ورد بخلاف ذلك نحو: أزكمه البرد فهو مزكوم وأحمّه الله فهو محموم، وأجنّه فهو مجنون، فإنّ قياس هذه المفاعيل أن يقال: مزكم ومحمم ومجنّ على مفعل مثل مكرم، لا على مفعول، لأنها ليست من الثلاثي (?) وكما شذت هذه المفاعيل كذلك شذّ في أفعالها بناؤها لما لم يسم فاعله من هذه الأفعال كما شذّت أسماء المفاعيل منها، وأمّا اسم المفعول من الفعل الثلاثي المعتل نحو: قال وباع فسيأتي في المشترك في فصل الإعلال (?).
واعلم أنه قد يجيء المفعول من الثلاثي على صيغة المصدر نحو: هذا الدرهم ضرب الأمير، وهذا الثوب نسج اليمن أي مضروب الأمير ومنسوج اليمن، وقد جاء للمبالغة قليلا على وزن فعلة بضم الفاء وسكون العين نحو: زيد ضحكة غلامه.
واعلم أنّ نحو: محمرّ اسم مفعول، ومختار اسم مفعول، موافق في اللفظ لاسم الفاعل، وهما في التقدير مختلفان، فاسم الفاعل في التقدير: محمرر بكسر ما قبل آخره، واسم المفعول في التقدير: محمرر بفتح ما قبل الآخر، وكذلك تقدير مختار فيهما، أعني مختير ومختير، فلمّا جاء الإدغام في محمرّ والإعلال في مختار استوى لفظهما في البابين، وأمر اسم المفعول في عمله عمل فعله وفي اشتراط