فنحو: زيد ضربت أخاه (?)، فلا يجوز أن تخبر عن الهاء في ضربته ولا عن أخاه، فإنك إن أعدت الهاء على زيد الذي هو المبتدأ بقي الموصول بلا عائد، وإن أعدتها على الذي بقي المبتدأ الذي هو زيد، بلا عائد (?)،/ وكذلك لا يصحّ الإخبار عن المجرور بربّ ومذ ومنذ، وكاف التشبيه، وواو القسم وتائه، وحتّى، والمضاف بدون المضاف إليه لامتناع إضمار هذه الأشياء.
وذكرت أقسامها هاهنا للاختصار، لئلّا يفرد لها باب آخر، وهي تستعمل غالبا فيما لا يعقل، وقد جاءت لمن يعقل (?) في قوله تعالى: وَالسَّماءِ وَما بَناها (?) وهي مشتركة بين ستة معان، فإنّها تأتي: موصولة، واستفهاميّة،
وشرطيّة، وموصوفة، وصفة، وتامّة، وهي في جميع أقسامها مبنيّة، فمثال الموصولة قوله تعالى: قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ (?) أي الذي عند الله وهي معرفة (?) لكن لا توصف بها المعرفة، كما توصف بالذي، لأنّ ما الموصولة تتضمّن الصفة والموصوف جميعا، فإذا قلت: أعجبني ما صنعته فمعناه: أعجبني الشيء الذي صنعته، لأنّ الشيء موصوف والذي صنعته صفته، ومثال الاستفهاميّة قوله تعالى:
وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (?) وهي هنا نكرة (?) ومثال الشرطيّة قوله تعالى: