كالجهات لكثرة الأمكنة، وحملت الأمكنة المعيّنة التي تقع بعد «دخلت» في قولك:
دخلت الدّار على الأمكنة المبهمة فنصبت بتقدير «في» على الأصحّ (?). لأنّ المبرّد والجرميّ (?) ذهبا إلى أنّ دخل متعدّ بنفسه، فيكون المنصوب بعده مفعولا به لا ظرفا (?)، والصحيح أنّ دخل لازم لأنّ مصدره فعول، وهو من المصادر اللّازمة غالبا (?) وقد ينصب الظرف بعامل مضمر (?) عند قيام القرينة كقول القائل: متى سرت؟ فتقول: يوم الجمعة وكذا كم سرت؟ فتقول: يومين، أي: سرت يوم الجمعة وسرت يومين، وقد ينصب الظرف بعامل مضمر على شريطة التفسير، مثل باب: زيدا ضربته نحو: اليوم سرت، فيختار رفعه، وقام زيد، واليوم سرت فيه، وما اليوم سرت فيه، واليوم سر فيه، فيختار النّصب وقس على ذلك ما في الباب في استواء الأمرين فيه، (?) ووجوب نصبه إذا وقع بعد حرف الشّرط والتحضيض (?).
واعلم أنّه قد يجعل المصدر حينا لسعة الكلام (?) فيقال: كان ذلك مقدم الحاجّ، وخفوق النّجم وخلافة فلان وصلاة العصر، فخفوق النّجم بمعنى مغيبه (?)، والخلافة والصّلاة مصدران أيضا جعلا حينا توسّعا وإيجازا، أمّا التوسّع فإنّه جعل المصدر حينا، وليس من أسماء الزمان، وأمّا الإيجاز فلحذف المضاف إذ التقدير، وقت خفوق النّجم، ووقت صلاة العصر فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه (?).