وَالْقِسْمَة: بِالتَّاءِ: تَجِيء بِمَعْنى الْقسم بِلَا تَاء كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَن المَاء قسْمَة بَينهم} وَالْمرَاد: النَّصِيب وَالْقِسْمَة الفعلية: الْفَصْل والفك، سَوَاء كَانَ بِالْقطعِ أَو بِالْكَسْرِ
وَمعنى قسْمَة الشَّيْء فرضا: حكم الْعقل وإذعانه بِأَن فِيهِ طرفا يتَمَيَّز عَن طرف وَهَذَا الحكم إِنَّمَا يتَعَلَّق بِمَا لَهُ حَظّ من الامتداد، وَهَذَا الْفَرْض غير الْفَرْض الْمَذْكُور فِي تَقْسِيم الْمحَال إِلَى مَا فَرْضه، وَنَفسه محَال، وَإِلَى مَا فَرْضه أَيْضا محَال
وَالْقِسْمَة الوهمية: فرض شَيْء غير شَيْء
وَالْقِسْمَة فِي مُخْتَلف الْأَجْزَاء: مُبَادلَة، وَفِي ذَوَات الْأَمْثَال: افراز
وَالْقسم بِفتْحَتَيْنِ: اسْم من الإقسام وَهُوَ أخص من الْيَمين وَالْحلف الشاملين للشرطية الْآنِية
[وحروف الْقسم الْبَاء وَالتَّاء وَالْوَاو، وَمَا وضع للقسم وَهُوَ (أيم الله) أَصله عِنْد الْبَصرِيين وَهُوَ مَذْهَب الْفراء (أَيمن الله) وَهُوَ جمع (يَمِين) حذف نونه من تخفيفات الْقسم وَعند الْكُوفِيّين وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ رَحمَه الله: كلمة وضعت للقسم لَا اشتقاق لَهَا، أَي لَا أصل لَهَا، والهمزة فِيهَا للوصل مِمَّا يُؤَدِّي معنى الْقسم قَوْلهم: (لعمر الله) وَاللَّام فِيهِ للابتداء أَو أُوثِرت الفتحة فِي الْقسم للتَّخْفِيف وَإِن كَانَت الضمة أعرف، وَخَبره مَحْذُوف وَتَقْدِيره (لبَقَاء الله أقسم بِهِ) كَأَنَّهُ قَالَ (وَالله الْبَاقِي وَالْأَصْل) فحروف الْقسم الْبَاء الَّتِي للإلصاق لِأَنَّهَا توصل الْفِعْل إِلَى اسْم الله الْمَحْلُوف بِهِ وتلصق بِهِ، وَهِي تدل على مَحْذُوف فَقَوْل الْقَائِل (بِاللَّه) مَعْنَاهُ: أقسم أَو أَحْلف بِاللَّه، وَالْوَاو قد استعيرت من الْبَاء للقسم لمناسبة بَينهمَا صُورَة لِاتِّحَاد مخرجهما وَمعنى لِأَن الْبَاء للإلصاق وَفِي الْعَطف إلصاق الْمَعْطُوف بالمعطوف عَلَيْهِ ثمَّ استعيرت التَّاء لِمَعْنى الْوَاو وتوسعة لصلات الْقسم لما بَينهمَا من الْمُنَاسبَة لِكَوْنِهِمَا من حُرُوف الزِّيَادَة وَالْبَاء لأصالتها تدخل على الْمظهر والمضمر، وَكَذَا يجوز دُخُولهَا على سَائِر الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فَلم يكن لَهَا اخْتِصَاص فِي الْقسم لِأَنَّهَا حَقِيقِيَّة فِي الْقسم، وَالْوَاو لَا تدخل إِلَّا على الْمُضمر لَا يُقَال: (أَحْلف وَالله) فتنحط رتبته عَن رُتْبَة الأَصْل وَلما كَانَت التَّاء دخيلا على مَا لَيْسَ بِأَصْل فِي الْقسم انحطت رتبته عَنْهُمَا فَقيل: لَا يدْخل إِلَّا فِي مظهر وَاحِد وَهُوَ اسْم الله وَهُوَ الْمقسم بِهِ غَالِبا وَقد يحذف حرف الْقسم تَخْفِيفًا يُقَال: (الله لَأَفْعَلَنَّ) بِالنّصب عِنْد أهل الْبَصْرَة وَهُوَ الْأَصَح، وبالخفض عِنْد الْكُوفِيّين بِتَقْدِير الْجَار]
وجوابات الْقسم سَبْعَة: إِن الشَّدِيدَة نَحْو: {وَالْفَجْر ... . إِن رَبك لبالمرصاد}
و (مَا) النَّفْي نَحْو: {فوربك ... . مَا وَدعك رَبك}
وَاللَّام الْمَفْتُوحَة نَحْو: {فوربك لنسألنهم أَجْمَعِينَ}
وَإِن الْخَفِيفَة نَحْو: {تالله إِن كُنَّا لفي ضلال مُبين}