الكليات (صفحة 409)

الْمَعْنى مُعَاينَة، وَهَذَا سر هَذَا الْموضع

وَالْخطاب نَوْعَانِ: تكليفي: وَهُوَ الْمُتَعَلّق بِأَفْعَال الْمُكَلّفين بالاقتضاء أَو التَّخْيِير

ووضعي: وَهُوَ الْخطاب بِأَن هَذَا سَبَب ذَلِك أَو شَرطه كالدلوك سَبَب للصَّلَاة وَالْوُضُوء شَرط لَهَا

وَالْخطاب الْمُتَعَلّق بِفعل الْمُكَلف لَا بالاقتضاء أَو التَّخْيِير أَو الْوَضع نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ} فَإِنَّهُ مُتَعَلق بِفعل الْمُكَلف من حَيْثُ الْإِخْبَار بِأَنَّهُ مَخْلُوق لله تَعَالَى

وخطاب الله الْمُتَعَلّق بِذَاتِهِ الْعلية نَحْو: {لَا إِلَه إِلَّا الله} وبفعله نَحْو: {الله خَالق كل شَيْء} ، وبالجمادات نَحْو: {وَيَوْم تسير الْجبَال وَترى الأَرْض بارزة} ، وبذوات الْمُكَلّفين نَحْو: {وَلَقَد خَلَقْنَاكُمْ} وَمذهب جُمْهُور الْأُصُولِيِّينَ أَن الْأَحْكَام التكليفية، وَهِي الَّتِي يُخَاطب بهَا المكلفون خَمْسَة: أَرْبَعَة تدخل فِي الطّلب: الْإِيجَاب وَالنَّدْب وَالتَّحْرِيم وَالْكَرَاهَة، وَالْخَامِس: الْإِبَاحَة وَأما خلاف الأولى فمما أحدثه الْمُتَأَخّرُونَ

وكل خطاب فِي الْقُرْآن ب (قل) فَهُوَ خطاب التشريف

وخطاب الْعَام وَالْمرَاد بِهِ الْعُمُوم نَحْو: {وَالله الَّذِي خَلقكُم}

وخطاب الْخَاص وَالْمرَاد بِهِ الْخُصُوص: نَحْو: {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ}

وخطاب الْعَام وَالْمرَاد بِهِ الْخُصُوص نَحْو: {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم} لم يدْخل فِيهِ غير الْمُكَلّفين

وخطاب الْخَاص وَالْمرَاد بِهِ الْعُمُوم نَحْو: {يَا أَيهَا النَّبِي إِذا طلّقْتُم النِّسَاء}

وخطاب الْمَدْح نَحْو: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا}

وخطاب الذَّم نَحْو: {يَا أَيهَا الَّذين كفرُوا}

وخطاب الْكَرَامَة نَحْو: {يَا أَيهَا النَّبِي}

وَقد يعبر فِي مقَام التشريع الْعَام ب {يَا أَيهَا النَّاس} ، وَفِي مقَام الْخَاص ب {يَا أَيهَا النَّبِي}

وخطاب الإهانة نَحْو: {فَإنَّك رجيم}

وخطاب الْجمع بِلَفْظ الْوَاحِد نَحْو: {يَا أَيهَا الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} وَبِالْعَكْسِ نَحْو: {يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات} وَقيل: خطاب الْمُرْسلين، أَي قُلْنَا لكل مِنْهُم ذَلِك لتتبعهم الْأُمَم

وخطاب الْوَاحِد بِلَفْظ الِاثْنَيْنِ نَحْو: {ألقيا فِي جَهَنَّم} وَبِالْعَكْسِ نَحْو: (فَمن رَبكُمَا يَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015