والغرام: الْحبّ اللَّازِم، يُقَال: رجل مغرم بالحب، وَقد لزمَه الْحبّ، فِي " الصِّحَاح ": الغرام: الولوع، والغريم: هُوَ الَّذِي يكون عَلَيْهِ الدّين، وَقد يكون هُوَ الَّذِي لَهُ الدّين، والمحبة أم هَذِه الْأَسْمَاء كلهَا
وَالْحب، بِالْفَتْح: جنس من الْحِنْطَة وَالشعِير والأرز وَغَيرهَا من أَجنَاس الحبوبات، وَهُوَ الأَصْل فِي الأرزاق، وسائرها تَابِعَة لَهُ، أَلا يرى أَنه إِذا قل الْحبّ حدث الْقَحْط، بِخِلَاف سَائِر الثمرات وَلذَلِك قيل: {فَمِنْهُ يَأْكُلُون} وَفِي غَيره: {ليأكلوا من ثمره}
وَالْحيض: هُوَ فِي اللُّغَة السيلان
وَفِي الِاصْطِلَاح: دم ينفضه رحم امْرَأَة بَالِغَة سَالِمَة عَن دَاء، وَيكون للأرنب والضبع والخفاش
والمحيض: وَإِن كَانَ للموضع كالمبيت والمقيل والمعيب فقد يَجِيء أَيْضا بِمَعْنى الْمصدر يُقَال: (حَاضَت محيضا)
وَاخْتلف فِي مُدَّة الْحيض، فَذهب الشَّافِعِي إِلَى أَن أَكثر مُدَّة الْحيض خَمْسَة عشر يَوْمًا بِدَلِيل قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي حق النِّسَاء: " تقعد إِحْدَاهُنَّ فِي قَعْر بَيتهَا شطر دهرها " أَي: نصف عمرها وَلَا تصلي، بعد قَوْله: " إنَّهُنَّ ناقصات الْعقل وَالدّين " وَهُوَ معَارض بِمَا روى أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: " أقل الْحيض ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها وَأَكْثَره عشرَة أَيَّام " وَهَذَا دَال بعبارته فرجح، وَاعْترض بِأَن المُرَاد بالشطر الْبَعْض لَا النّصْف على السوا، وَلَو سلم فَأكْثر أَعمار الْأمة سِتُّونَ، ربعهَا أَيَّام الصِّبَا، وربعها أَيَّام الْحيض فِي الْأَغْلَب، فَاسْتَوَى النصفان فِي الصَّوْم وَالصَّلَاة وتركهما، وَأجِيب بِأَن الشّطْر حَقِيقَة فِي النّصْف، وَأكْثر أَعمار الْأمة بَين سِتِّينَ إِلَى سبعين على مَا ورد فِي الحَدِيث، وَترك الصَّلَاة وَالصَّوْم مُدَّة الصِّبَا مُشْتَرك بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فَلَا يصلح سَببا لنَقص دينهن، وَلَا تحيض الْحَامِل، وَأكْثر مُدَّة الْحمل سنتَانِ، وَقَالَ الشَّافِعِي: تحيض الْحَامِل وَأكْثر مُدَّة الْحمل أَربع سِنِين، فعلى هَذَا يلْزم أَن ذَات الْأَقْرَاء إِذا طلقت لَا تَنْقَضِي عدتهَا إِلَى أَربع سِنِين لجَوَاز أَن تكون حَامِلا على أَنه مُخَالف لقَوْله تَعَالَى: {والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ} إِلَى آخِره
وَحُرْمَة وَطْء حُبْلَى من الزِّنَا حَتَّى تضع كي لَا يسْقِي مَاؤُهُ زرع الْغَيْر، إِذْ الرَّحِم يتشرب من مَاء الْغَيْر بطرِيق المسام فالحمل يسقى مِنْهُ، لَكِن هَذَا التشرب لَا يُفْضِي إِلَى الْعلُوق
حَيْثُ: هِيَ للزمان وَالْمَكَان، وَالْغَالِب كَونهَا للمكان كَمَا فِي حَدِيث " أخروا النِّسَاء حَيْثُ أخرهن الله " والظرفية لَهَا غالبة لَيست بلازمة قَالَ:
(أما ترى حَيْثُ سُهَيْل طالعا)
وَكَذَا {الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} ويثلث آخرهَا، وتضاف إِلَى الْجُمْلَة فَيكون مَا بعد (حَيْثُ) من مظان الْجُمْلَة فتكسر (إِن) بعْدهَا قَالَه ابْن هِشَام وَقَالَ السَّيِّد: تفتح (أَن) بعد (حَيْثُ)