الِاسْتِقْبَال وَغَيرهَا، سميت بهَا للمعنى الْمُخْتَص بهَا [أَو لِأَنَّهَا توصل مَعَاني الْأَفْعَال إِلَى الْأَسْمَاء، إِذْ لَو لم يكن (من) و (إِلَى) فِي قَوْلك: (خرجت من الْبَصْرَة إِلَى الْكُوفَة) لم يفهم ابْتِدَاء خُرُوجك وانتهاؤه، أَو لِأَن لَهَا مَعَاني كالباء فِي (بزيد) بِخِلَاف الْبَاء فِي (بكر) ]
وحروف المباني: هِيَ الَّتِي تبنى مِنْهَا الْكَلِمَات كزاي (زيد)
وحرف الْإِطْلَاق: هُوَ حرف مد يتَوَلَّد من إشباع حَرَكَة الروي فَلَا وجود لَهُ إِلَّا بعد تَحْرِيك الروي فَلَا يلتقي سَاكِنا
وحروف الْجَرّ تسمى حُرُوف الصِّفَات لِأَنَّهَا تقع صِفَات للنكرة
وحروف الزِّيَادَة قد جمعهَا بعض الأدباء فِي بَيت مرَّتَيْنِ:
(أَتَى من سُهَيْل وَمن سُهَيْل أَتَى)
وَثَلَاث مَرَّات فِي قَوْله:
(يَا أَوْس هَل نمت وَلم يأتنا ... سَهْو فَقَالَ الْيَوْم تنساه)
وَأَرْبع مَرَّات فِي قَوْله:
(هناء وَتَسْلِيم تَلا يَوْم أنسه ... نِهَايَة مسؤول أَمَان وتسهيل)
حَتَّى: هِيَ مُخْتَصَّة بغاية الشَّيْء فِي نَفسه، وَلذَلِك تَقول: (أكلت السَّمَكَة حَتَّى رَأسهَا) ، وَلَا تَقول (حَتَّى نصفهَا) ، بِخِلَاف (إِلَى) فَإِنَّهَا عَامَّة
وتخفض وترفع وتنصب وَلِهَذَا قَالَ الْفراء: " أَمُوت وَفِي نَفسِي شَيْء من حَتَّى "، وخالفت (إِلَى) أَيْضا فِي أَنَّهَا لَا تدخل على مُضْمر، وَأَن فِيهَا معنى الِاسْتِثْنَاء، وَلَا تقع خَبرا للمبتدأ، وَالْمَجْرُور بهَا يجب أَن يكون آخر جُزْء مِمَّا قبلهَا أَو ملاقي الآخر، وَأَن مَا بعْدهَا لَا يكون إِلَّا من جنس مَا قبلهَا، ووافقتها إِذا كَانَت جَارة نَحْو {حَتَّى مطلع الْفجْر} و (إِلَى) مَعَ مجرورها تقوم مقَام الْفَاعِل بِخِلَاف (حَتَّى) والغاية تدخل فِي حكم مَا قبلهَا مَعَ (حَتَّى) دون (إِلَى) حملا على الْغَالِب لِأَن الْأَكْثَر مَعَ الْقَرِينَة عدم الدُّخُول فِي (إِلَى) وَالدُّخُول فِي (حَتَّى) ، فَإِن كَانَت عاطفة دخلت اتِّفَاقًا لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة الْوَاو وَالشَّيْء إِذا مد إِلَى جنسه تدخل فِيهِ الْغَايَة، وَإِذا مد إِلَى غير جنسه لَا تدخل الْغَايَة فِيهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى اللَّيْل} وَقيل: الْغَايَة إِن كَانَت قَائِمَة بِنَفسِهَا لَا تدخل وَإِلَّا فَإِن كَانَ أصل الْكَلَام متناولا لَهَا تدخل وَإِلَّا أَو كَانَ فِي تنَاوله شكّ لَا تدخل وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَن الْغَايَة إِن كَانَت قَائِمَة بِنَفسِهَا لَا تدخل إِلَّا أَن يكون صدر الْكَلَام يَقع على الْجُمْلَة
وَإِذا وَقعت (حَتَّى) فِي الْيَمين فَشرط الْبر فِي صُورَة كَونهَا لإِفَادَة الْغَايَة وجود الْغَايَة، إِذْ لَا انْتِهَاء بِدُونِهَا وَشرط الْبر فِي صُورَة السَّبَبِيَّة وجود مَا يصلح سَببا سَوَاء ترَتّب عَلَيْهِ الْمُسَبّب أم لَا وَشرط الْبر فِي صُورَة الْعَطف وجود الْفِعْلَيْنِ الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ
والغاية بِكَلِمَة (إِلَى) فِي مَسْأَلَة الْحَائِط وَالصَّوْم والسمكة وتأجيل الدني وَقَوله تَعَالَى: {فنظرة إِلَى مسيرَة} لم تدخل فِي المغيا وفَاقا وَفِي (قرأته من أَوله إِلَى آخِره) و (خُذ من مَالِي من دِرْهَم إِلَى مئة) وَفِي (اشْتَرِ لي هَذَا من مئة إِلَى ألف) تدخل