18 - ممَّا حرَّمه الله تعالى، أنْ يقولَ الرجلُ على الله مَا لا يعلمُ، مثل أنْ يرويَ عَنِ الله ورسولهِ أحاديثَ يجزمُ بها وهوَ لاَ يعلمُ صحَّتهَا، أو يصفُ الله بصفاتٍ لمْ ينزلْ بها كتابٌ مِنَ الله ولا أثارةٌ منْ علمٍ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، سواءٌ كانتْ منْ صفاتِ النَّفيِ والتَّعطيلِ، مثلُ قولِ الجهميَّة: إنَّهُ ليسَ فوقَ العرشِ ولا فوقَ السَّماواتِ، وأنَّهُ لا يُرى في الآخرةِ، وأنَّهُ لا يتكلَّمُ ولا يحبُّ، ونحو ذلكَ ممَّا كذَّبوا بهِ الله ورسولَهُ، أو كانتْ من صفاتِ الإثباتِ والتمثيلِ، مثلُ مَنْ يزعمُ أنَّهُ يمشي في الأرضِ أَوْ يُجالسُ الخلقَ، أو أنَّهمْ يرونهُ بأعينهم أو أنَّ السَّماواتِ تحويهِ وتحيطُ بهِ، أو أنَّه سارٍ في مخلوقاتهِ، إلى غيرِ ذلكَ منْ أنواعِ الفريةِ على الله (?).
19 - المكانُ يرادُ بهِ ما يحيطُ بالشَّيءِ، والله لا يحيطُ بهِ مخلوقٌ. أو يُرادُ بهِ ما يفتقرُ إليهِ الممكَّنُ، والله لا يفتقرُ إلى شيءٍ. وقد يُراد بالمكانِ ما يكونُ الشيءُ فوقَهُ، والله فوقَ عرشهِ فوقَ سماواتهِ (?).