الوجهُ الرابعُ:
إنَّ القولَ المذكورَ يتضمنُ الظنَّ السَّيِّءَ بالله تباركَ وتعالى.
ومنْ ظنَّ بالله سبحانه وتعالى أنَّه أَخبرَ عنْ نفسهِ وصفاتهِ وأفْعالهِ بما ظاهرهُ باطلٌ، وتشْبيهٌ، وتمْثيلٌ، وتركَ الحقَّ، لمْ يخبرْ بهِ، وإنَّما رمزَ إليهِ رموزًا بعيدةً، وأشارَ إليه إشاراتٍ مُلْغِزةً لمْ يصرِّحْ بهِ، وصرَّح دائمًا بالتَّشبيهِ والتمثيلِ والباطلِ، وأرادَ منْ خلقهِ أنْ يُتْعِبوا أذْهانهم وقواهم وأفْكارهمْ في تحريفِ كلامهِ عنْ مواضعهِ، وتأويلهِ على غيرِ تأويلهِ، ويتطلَّبوا لهُ وجوهَ الاحتمالاتِ المستكرهةِ، والتأويلاتِ التي هي بالألغازِ والأحاجي أشْبهُ منها بالكشفِ والبيانِ (?)،