قلوبهم، وتحركت هِمَمُهم، واشتاقت نفوسهم إلى السير، قام حادٍ يحدو أرواحَهم وقلوبهم، ليطيب لها السير إلى الله والدار الآخرة، وُيذكِّرها منازلهَا الأولى، كما قيل:

وحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها ... منازلُك الأولى وفيها المخيَّمُ

ولكننا سبْيُ العدوِّ فهل تُرى ... نعودُ إلى أوطانِنا ونُسلِّم (?)

وكما قال الآخر (?):

نَقِّلْ فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى ... ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ

كم منزلٍ في الأرضِ يَألفُه الفتى ... وحنينُه أبدًا لأول منزلِ

وقال الآخر (?):

أبتْ غَلَباتُ الشوقِ إلا تقرُّبا ... إليك وذاك العذلُ إلا تجنُّبا

وما كان صدّي عنك صدَّ ملالةٍ ... ولا ذلك الإعراضُ إلا تحبُّبا

وقال الآخر (?):

حبيب تركتُ الناسَ لما عرفتُه ... كأنهمُ ما جفّ من زادِ قادمِ

وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركِه في عمريَ المتقادمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015