قلوبهم، وتحركت هِمَمُهم، واشتاقت نفوسهم إلى السير، قام حادٍ يحدو أرواحَهم وقلوبهم، ليطيب لها السير إلى الله والدار الآخرة، وُيذكِّرها منازلهَا الأولى، كما قيل:
وحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها ... منازلُك الأولى وفيها المخيَّمُ
ولكننا سبْيُ العدوِّ فهل تُرى ... نعودُ إلى أوطانِنا ونُسلِّم (?)
وكما قال الآخر (?):
نَقِّلْ فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى ... ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
كم منزلٍ في الأرضِ يَألفُه الفتى ... وحنينُه أبدًا لأول منزلِ
وقال الآخر (?):
أبتْ غَلَباتُ الشوقِ إلا تقرُّبا ... إليك وذاك العذلُ إلا تجنُّبا
وما كان صدّي عنك صدَّ ملالةٍ ... ولا ذلك الإعراضُ إلا تحبُّبا
وقال الآخر (?):
حبيب تركتُ الناسَ لما عرفتُه ... كأنهمُ ما جفّ من زادِ قادمِ
وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركِه في عمريَ المتقادمِ