ابن محمد الزاهد، يقول: سمعت شيخي يقول: اجتمعتُ ليلةً مع أصحابنا، فابتدأ القوَّال فقاموا ورقصوا وكنت معهم، فنُودِيتُ في سِرِّي: يا هذا {أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} [الأنبياء: 55]، فهربتُ وقلت: إنَّ السماع مخاطرة.

قال أبو موسى: وأبنا عبد الكريم بن عبد الرزاق، أبنا أحمد بن الفضل حدثنا أبو العباس النسوي، قال: سمعت علي بن مفلح، يقول: سمعت فارس البغدادي يقول: قال جنيد: خرجتُ ليلةً فلقيني إبليس، فقال: أتعبني واللهِ أصحابك، قلت: كيف؟ قال: إن عرضتُ عليهم أذكار الدنيا اشتغلوا بأذكار الآخرة، وإن عرضتُ عليهم أذكار الآخرة اشتغلوا بالذكر لله، إلا أني أستحسنُ منهم خُطَّتين: السماع والنظر إلى الأحداث.

قال أبو موسى: ثنا الإمام أبو بكر القزاز، حدثنا الخطيب (?)، أخبرني عبد الصمد بن محمد، قال: سمعت الحسن بن الحسين، يقول: سمعت أبا الفرج الرستمي الصوفي، يقول: سمعت المحترق البصري، يقول: رأيت إبليس في النوم، فقلت له: كيف رأيتَنا؟ عزفْنا عن الدنيا ولذاتها وأموالها، فليس لك إلينا طريق، فقال: كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع السماع ومعاشرة الأحداث!

قال أبو موسى: وأنا أبو طاهر محمد بن عبد الغفار الهمذاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015