نسبته إلى دين الرسول وشرعه مصيبة عظمى

أعظم من هذه البلية: اعتقاد أنه قربة وأن فيه صلاح القلوب

يا أمةً ما خانَ دينَ محمدٍ ... وجَنَى عليه ومَلَّهُ إلا هِي (?)

وبالجملة فمفاسدُ هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان، أكثرُ من أن يُحِيط بها العدُّ.

والمصيبة العظمى والداهية الكبرى: نسبةُ ذلك إلى دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وشرعِه، وأنَّه أذِنَ في ذلك لأمته، وأباحَه لهم وأطلقَه، ورفعَ الحرج عن فاعله، مع اشتماله على هذه المفاسد المضادَّة لشرعه ودينه.

وأعظم من هذه البلية وأشدُّ: اعتقادُ أنَّه قُربةٌ حتى يُتقرَّب به إلى الله، ودينٌ يُدانُ الله به، وأنَّ فيه من صلاح القلوب وعمارتها بالأحوال العلية والصفاتِ الزكية ما يجعله أفضلَ من كثير من النوافل، كقيام الليل وقراءة القرآن، وطلب ما يُقرِّب إلى الله من العلم النافع والعمل الصالح.

وأعظم من هذا كلِّه بليةً ومصيبةً: اعتقادُ أن تأثّر القلوب به أسرعُ وأقوى من تأثرها بالقرآن، وأنَّه (?) قد يكون أنفعَ للعبد من سماع القرآن، وأن فتحَه أعجلُ وأقوى من فَتْح القرآن من وجوه متعددة.

هذا من النفاق الذي أنبته الغناء في القلب

ولا ريبَ أنَّ هذا من النفاق الذي أنبتَه الغناءُ في القلب، فإنَّه كما قال عبد الله بن مسعود: "الغناء يُنبِتُ النفاقَ في القلب كما يُنْبِت الماءُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015