{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
ربِّ يسِّر وأعِنْ يا كريم
صورة استفتاءٍ كُتِب في سنة أربعين وسبعمائة، لأمر أوجب ذلك، وسئل عنه أئمة أهل العلم والدين، فأجابوا عنه، لا أَخْلىَ الله الوجودَ من عُدول العلم وحَمَلَته، الذين يبينون للناس ما أُنزل إليهم من ربهم، ويعتصمون بطريقة نبيهم، فإنما يَهلِك الناسُ إذا صاروا شرعًا واحدًا، وصنفًا واحدًا، لا يتفاضلون في علم ولا دين، فإذا قُبِض أهلُ العلم والدين، وتُرِك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صار حينئذٍ المعروف ما أَلِفَتْه النفوسُ واشتهتْه، وصار هو العوائد، وصار المنكر ما لم يَعتدْه الإنسان، وإن كان قد يكون عند الله هو الدين الذي بَعث به رسلَه، وأنزل به كتبه، فحينئذٍ تَخْرَبُ الأرض، وتقوم الساعة. فنعوذ بالله من مُضِلَّات الفتن، ونسأل الله أن يَقِيَنا شرورَ أنفسنا. آمين.