المريدين، وهو محل العجز والضعف، والتجلي يتولد منه سكونُ الواصلين، وهو محل الاستقامة والتمكين، وذلك صفة الحضرة، ليس فيها إلا الذبول تحت موارد الهيبة. قال تعالى: {فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29].
وقال أبو عثمان الحِيري: السماع على ثلاثة أوجه:
فوجه منها للمريدين والمبتدئين، يستدعون بذلك الأحوالَ (?) الشريفة، ويُخشَى عليهم في ذلك الفتنةُ والمراآةُ.
والثاني: للصادقين، فيطلبون الزيادة في أحوالهم، ويستمعون من ذلك ما يوافق أوقاتهم.
والثالث: لأهل الاستقامة من العارفين، فهؤلاء لا يختارون على الله فيما يرد على قلوبهم من الحركة والسكون.
وقد حكي عن أحمد بن أبي الحواري أنه قال: سألت أبا سليمان عن السماع، فقال: من اثنين أحبُّ إليَّ من واحد. وأبو سليمان ممن لا يُدفَع محلُّه عن الإمامة والمعرفة.
وسئل أبو الحسين النوري عن الصوفي، فقال: من سمع السماع وآثر الأسباب.
وقال أبو عثمان المغربي: من ادَّعى السماع ولم يسمع صوت