سماع بشرط العلم والصحو، فمن شرطِ صاحبه معرفة الأسماء والصفات، وإلا وقع في الكفر المحض.
وسماع بشرط الحال، فمن شرطِ صاحبه الفناء عن أحوال البشرية والتنقي من آثار الحظوظ بظهور أحكام الحقيقة.
وسئل رُوَيم عن وجود (?) الصوفية عند السماع، فقال: يشهدون المعاني التي تَعزُب عن غيرهم، فتشير إليهم إليَّ إليَّ، فيتنعمون بذلك من الفرح، ثم يقع الحجاب فيعود ذلك الفرح بكاء، فمنهم من يَخرِق ثيابه، ومنهم من يصيح، ومنهم من يبكي، كل إنسان على قدره.
وقال الحصري: أيشٍ أعملُ بسماع ينقطع إذا انقطع من يسمع منه؟ ينبغي أن يكون سماعك سماعًا متصلًا غير منقطع، وينبغي أن يكون ظَمَأ دائم، فكلما ازداد شربه ازداد ظمؤُه (?).
وقالوا: السماع نداء، والوجدُ قصْد.
وقال أبو عثمان المغربي: قلوب أهل الحق حاضرة وأسماعهم مفتوحة.
وقال أبو سهل الصعلوكي: المستمع بين استتارٍ وتجلٍّ، فالاستتار يوجب التلهُّب، والتجلِّي يوجب الترويح، والاستتار يتولد منه حركات