رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (?). وقال: "يقول الله -عز وجل-: "وعزَّتي وجلالي، لو أتَوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب ما فتحتُ لهم حتى يدخلوا خلفك"" (?).
المقام الثاني: أن أغذية النفوس تنقسم إلى طيب وخبيث، وحلال وحرام، كما تنقسم أغذية الأبدان، وليس كل ما يُغذى به الإنسان في بدنه أو نفسه يكون طيبًا. ولا ريبَ أن سماع الألحان والمعازف المحرمة يتغذى به أهله تغذيةً قوية، وكلما كان السامع أجهل كان غذاؤه به أقوى، كما يُغذى به الأطفال وضعفاء العقول، ولهذا يشتدُّ تأثيره في النساء وأهل البوادي والأعراب وكل من ضعف عقله ومعرفته.
فأما السماع الشرعي فهو أصلح الأغذية وأطيبها وأنفعها للعارفين، وهو غذاء قلوبهم الذي لا يُشبَع منه، كما قال إمام أهل هذا السماع عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "لو طَهُرتْ قلوبنا لما شبِعتْ من كلام الله" (?). وفي صفة القرآن: "لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء" (?).