تصحيحُها البتةَ، فإنَّ ما يجده صاحبه به من التغذية أمر معلوم، ولكن من أين له أنَّه غذاء لقلبه وروحه وليس غذاءً لنفسه؟

هو مجرد حظ النفس وغذاؤها

ثمَّ نتبرع لك بالدليل على أنَّه من أعظم أغذية النفس، فإنَّه محض حقها وحظها وشهوتها، وليس من الحق الواجب عليها المراد منها، وما هذا شأنه فهو مجرد حظ النفس وغذاؤها. وهذا بيِّن لمن له فُرقانٌ بين قُوتِ قلبه وروحه وقُوتِ نفسه. وقبيح بالسالك الصادق أن يُؤثِر حظَّ نفسه وإرادتها على حق ربه ومراده منه، حتى يفنى بحظه عن الحق الذي عليه، بل يبلغُ به تلبيسُ النفس والشيطان إلى أن يُصيِّر محضَ حظِّه وقُوتَ نفسه هو الطريق إلى الله، ويجعله طريقَ (?) الخواص، وطريقةَ الأمر واتباع الرسول عنده طريقةَ العوام.

ولهذا جعل الجنيدُ الزاعمين أنهم يَصِلُون إلى الله بهذه الطريق واصلين إلى سَقَر (?). وصدق فإنَّ الله لا يصل إليه [أحدٌ] إلا من الطريق التي فَتحَها ونَهَجَها على ألسُن رسله (?)، ونصبَها لعباده، وسدَّ جميع الطرق إليه دونها، فلم يفتح لأَحد قط إلا من تلك الطريق، فالسالك من غيرها لا يصل إليه أبدًا، وكل من لم يصل إليه فهو واصل إلى سقر. قال أبو القاسم الجنيد: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015