وابتلىَ كل واحد من الفريقين بالآخر. فلا يصطلحان إلا إذا ترك أحدهما ما عنده لما عند الآخر، وامتحن كلًّا من الإنسان والشيطان بالآخر، وسلَّط كلًّا منهما على الآخر وأعانه عليه، فأعان الإنسانَ على الشيطان بطاعته وذكره وتقواه وصبره واستعاذته بربه منه، وأعان الشيطانَ على الإنسان بفجوره ونسيانه لربه ومعصيته لأمره. وامتحن بدنَ الإنسان وجوارحه بنفسه، ونفسَه ببدنه وجوارحه. ولا تزال الخصومة بين يدي الرب تعالى بين هؤلاء الممتحن بعضهم ببعض، حتى تختصم الروح والبدن بسبب ذلك الامتحان والفتنة، فيحكم بينهما بأعدل الحكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015