وقر في مسامعه من كلام ربه جل جلاله (?).
وأيضًا فإنَّ استلذاذ الصوت أمر طبيعي لا تعلق له بكونهم سمعوا خطاب الرب في الأزل أصلًا.
وأيضًا فإنَّ أحدًا لا يذكر ذلك السماع أصلًا إلا بالخبر عنه.
وأيضًا فإنَّ معنى الآية ينبُو عما حملها من قال بهذا القول من وجوه متعددة:
منها: أنَّه قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]، ولم يقل: من آدم، ولا قال: من ظهره، ولا قال: من ذريته.
ومنها: أنَّه أشهدهم على أنفسهم، ولابدّ أن يكونوا عند هذا الإشهاد موجودين، والنفوس البشرية إنما تُحدَثُ عند خلق أبدانها، لا أنها مخلوقة قبل الأبدان.
ومنها: أنَّ المقصود بهذا الإشهاد إثبات الحق وإقامة الحجة، وهذا إنما حصل بعد خروجهم إلى هذه الدار وإقامة الحجة عليهم من الرسل، وبما رُكِّب فيهم من العقول ونُصِب لهم من الأدلة، وكيف تقوم الحجة عليهم بأمر لا يذكره أحد منهم؟
ومنها: أنَّه قال: {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} أي حِذارَ أن يقولوا ولئلا يقولوا، فأخبر أنَّ هذا الإشهاد والتقرير لئلا