يأخذون بالسيما وهي العلامة" (?). وقوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [محمد: 30]. فهذه ثلاث آيات في الفراسة.

واسمع قول المتوسمين من هذه الأمة: قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "ما أضْمَرَ رجلٌ شيئًا إلا أظهره الله على صفحات وجهه، وفَلَتاتِ لسانه" (?).

ودخل عليه رجل فقال له عثمان: يدخل أحدكم والزنا في عينيه، فقال: يا أمير المؤمنين! أوَحْيٌ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: [لا] ولكن ما عَمِل آدمي [عملًا] إلا ألبسه الله رداءه". أو كما قال (?).

وقال ابن عباس: "إن للحسنة لنورًا في القلب، وضياءً في الوجه، وقوةً في البدن، وزيادةً في الرزق، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمةً في القلب، وسوادًا في الوجه، وضعفًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق" (?).

وهذا الأمر يكون كامنًا في القلب في الدنيا، ويَفِيضُ على صفحات الوجه، فيراه مَن له فراسة صادقة، فإذا كان يوم القيامة صار هو الظاهر ورآه كل أحد عيانًا، قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015