تقسيم الوجوه إلى أربعة أقسام من حيث الجمال

معرفة أهل الفراسة بالنظر في الوجوه

يُلْقَ على غيره، وإن حُرِمَ جمالَ الوجه وحُسنَه أُلبِسَ من جمال الطاعة وبهجتها ونورها وحلاوتها أحسنَ مما فاته من الجمال الظاهر، وكلّما كبر وطعن في السن ازداد حسنًا وحلاوة وملاحة.

وأمّا جميل الوجه إذا لم يَصُنْ جمالَه وحسنه، وبذلَه وتبذَّلَ به، فإنه كلّما كبر وطعن في السنِّ ازداد وحشةً وظلمة وقبحًا، وكلّما ازداد من الفواحش والمعاصي ازداد حتى تَكْسِفَ ظلمةُ المعصية شمسَ حسنهِ، وتَخْسِفَ قمرَها، ويعلو قبحُها وسوادُها الجمالَ الصوري، فتراه على السِّنّ لا يزداد إلا قبحًا ووحشةً ونفرةً عنده.

وفي هذا المقام الوجوهُ أربعة:

وجه جُمِع له بين اللباسين: لباس الجمال ولباس التقوى، فذلك أجمل الوجوه.

ووجه جمع له بين لباسِ القبح ولباس المعصية، فهو أقبح الوجوه.

ووجه أُلبِسَ لباسَ الجمال الظاهر ولم يُكْسَ لباسَ التقوى.

ووجه ألبِسَ لباسَ التقوى وإن لم يُلبَسْ لباسَ الجمال.

فإن قلتَ: من أين اكتسبت الوجوهُ الحسنَ والقبحَ من الأعمال؟

قلت: إن لم يكن لك فراسةُ أهل الإيمان فتدبَّرْ قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: 29]، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75]، قال ابن عباس وغيره: "هم المتفرِّسون الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015