شكله، وإنما يذمُّ العبد بأفعاله الاختيارية دون ما لا اختيار له فيه. وإنما ذمَّ سبحانه ما يكون باختيار العبد من رفع الصوت الرفيع المنكر، كما يوجد ذلك في أهل الغِلَظ والجفاء من الفدَّادين والصخَّابين بالأسواق، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الجفاء والغِلَظُ وقسوةُ القلب في الفدَّادين من أهل الوبر" (?). وهم الصياحون صياحًا منكرًا. وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليس بفَظٍّ ولا غليظٍ ولا صخَّابٍ في الأسواق" (?).

وقال تعالى عن لقمان في وصيته لابنه: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]، فأمره أن يَغُضَّ من صوته وأن يَقصِدَ في مشيه، كما أمر المؤمنين أن يغضُّوا من أبصارهم، وأصحابُ السماع لا هذا ولا هذا ولا هذا، بل إطلاق البصر ورفع الأصوات والرقص.

فصل

* قال صاحب الغناء (?): استلذاذ القلوب الأصواتَ الطيبة واسترواحُها إليها مما لا يمكن جحوده، فإن الطفل يسكن إلى الصوت الطيب، والجِمال تُقاسِي تعبَ السير ومشقةَ الحمولة فيهونُ عليها بالحُدَاء قال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015