سارتْ مُشرِّقةً وسِرْتُ مغرِّبًا ... شتَّانَ بينَ مشرِّقٍ ومُغرِّبِ (?)
والله يعلم أنَّا لم نتعدَّ وصفَهم، ونعلم أنهم كذلك بالجملة، فمفاسد السماع من جنس مفاسد عشق الصور، وهي أكثر من أن يحصرها العدُّ، وإنما يشهدها القلب الحيُّ، وإلا فَـ
ما لجرع بميِّتٍ إيلامُ (?)
فصل
* قال صاحب الغناء (?): حسن الصوت مما أنعم الله به على صاحبه من الناس، قال تعالى: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1]، قيل في التفسير: إنه الصوت الحسن (?). وذم الله تعالى الصوت الفظيع، فقال: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
* قال صاحب القرآن: كون الشيء نعمةً لا يقتضي إباحةَ استعماله فيما شاء المُنْعَم عليه، [بل] فيما أحب المُنْعِم به ورَضِيه،، فذلك شكر هذه النعمة التي يستوجب بها المزيدَ من شكرها، فيقيِّد بالشكرِ موجودَها، ويُحصِّل به مفقودها، فهذه النعمة تقتضي استعمالَ الصوت الحسن في قراءة القرآن، كما كان أبو موسى الأشعري يفعل ذلك، حتى