قول صاحب القرآن: هذا قياس فاسد، وأمثلة من ذلك

وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (?).

وقد قال الإمام أحمد في تفسيره: "يحسِّنه بصوته ما استطاع"، وقال الشافعي: "نحن أعلم بهذا من سفيان"، ينكر عليه قوله: يستغني به، وإنما هو تحسين الصوت (?).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لله أشدُّ أدَنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحبِ القَينةِ إلى قَينتهِ" (?). فإذا ندب إلى تحسين الصوت بالقرآن والتغني به، جاز أن يُحسَّن الصوتُ بالشعر ويُتغنى به، وأيُّ حرج في تحسين الصوت بالشعر؟

* قال صاحب القرآن: هذه الأدلة إنما تدل على فضل الصوت الحسن بكتاب الله، لا على فضل الصوت الحسن بالغناء الذي هو مزمور الشيطان، ومن قاس هذا بهذا وشبَّه أحدهما بالآخر فقد شبَّه الباطل بالحق، وقاس قرآن الشيطان على كتاب الرحمن. وهل هذا إلا نظير قول من يقول: إذا أمر الله بالقتال في سبيله بالسيف والرمح والنُّشَّاب دلَّ ذلك على فضيلة الطعن والضرب والرمي! ثمّ يحتج بذلك على جواز الضرب والطعن والرمي في غير سبيل الله، بل على استحبابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015