فأجابهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخره ... فأَكْرِمِ الأنصارَ والمهاجره
* قال صاحب الغناء: ليس هذا اللفظ منه - صلى الله عليه وسلم - على وزن الشعر، ولكنه قريب من الشعر.
* قال صاحب القرآن: عجبًا لكم معاشرَ السماعاتية! لم تَقْنَعُوا باعتقاد إباحة ما لم يأذن به الله ورسوله من الغناء وآلات اللهو، بل مَنَعَ منه وحذَّر منه، حتى جعلتموه طاعةً وقربة! وظننتم أن حزب الله وجنده يَغفُلون عن ردِّ قولكم، وتبيين بطلانه، وكسْرِ شُبَهِكم الباطلة، ونصْرِ الله ورسوله!
فنقول (?) لكم: كلامكم هذا قد تضمن شيئين:
أحدهما: إباحة سماع الألحان والنغمات المستلذة بشرط أن لا يعتقد المستمع محظورًا، ولم يسمع على مذموم في الشرع، ولم يتبع فيه هواه.
والثاني: أن ما أوجب للمستمع الرغبةَ في الطاعات والاحترازَ من الذنوب، وتذكّرَ وعدِ الحق، ووصولَ الأحوال الحسنة إلى قلبه، فهو مستحب.
فعلى هاتين المقدمتين بنى من قال باستحبابه، وربما أوجبه بعضكم أحيانًا بناء على هاتين المقدمتين، إذْ أراد أنه لا يؤدَّى الواجب