تتعب، ابنَ آدم اطلبني تجِدْني، وإن وجدتني وجدتَ كل شيء، وإن فُتُّك فاتَك كل شيء، وأنا خير لك من كل شيء" (?).
وجعل الصلاة سببًا موصلًا له إلى قربه ومناجاته ومحبته والأنس به، وما بين صلاتين تحدثُ له الغفلة والجفوة والإعراض والزلات والخطايا، فيُبعِده ذلك عن ربه، وينحّيه عن قربه، ويصير كأنه أجنبي عن العبودية ليس من جملة العبيد، وربما ألقى بيده إلى أسر العدو، فأسَره وغلَّه وقيّده وحبسَه (?) في سجن نفسه وهواه، فحظّه ضيق الصدر ومعالجة الهموم والغموم والأحزان والحسرات، ولا يدري السبب في ذلك.
فاقتضت رحمة ربه الرحيم به (?) أن جعل له من عبوديته عبودية جامعة مختلفة الأجزاء والحالات، بسبب اختلاف الأحداث التي جاءت من العبد، وبحسب شدة حاجته إلى نصيبه من كل جزء من أجزاء تلك العبودية.
فبالوضوء يتطهر من الأوساخ ويَقدُم على ربه متطهرًا، والوضوء له ظاهر وباطن، وظاهره طهارة البدن وأعضاء العبادة، وباطنه وسره طهارة القلب من أوساخه وأدرانه بالتوبة. ولهذا يقرن سبحانه بين التوبة