حال أهل السماع

أبو موسى يقول: يا أبا موسى ذَكِّرْنا ربَّنا، فيأخذ أبو موسى في القراءة (?)، وتعمل تلك الأقوال في قلوب القوم عملها، وكان عثمان بن عفان يقول: لو طهرتْ قلوبنا لما شبعتْ من كلام الله (?). وإي والله! كيف تشبع من كلام محبوبهم وفيه نهاية مطلوبهم؟ وكيف تشبع من القرآن وإنما فُتِحت به لا بالغناء والألحان؟

إذا مرِضْنا تداوينَا بذكرِكُمُ ... فإن تركناه زادَ السُّقْم والمرضُ (?)

وأصحاب الأطراب (?) والألحان عن هذا كله بمعزلٍ، هم في واد والقوم في واد.

الضبُّ والنونُ قد يُرجَى التقاؤُهما ... وليس يُرجَى التقاءُ الوحي والقَصَبِ (?)

فأين حال من يَطربُ بسماعِ الغناءِ والقَصَبِ بين المثالث والمثاني وذوقِه ووجْدِه إلى حال من يجد لذة السماع وروح الحال وذوق طعم الإيمان؟ إذا سمع في حال إقبال قلبه على الله، وأنسه به، وشوقه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015