والذكر والقرآن في موطن إلا وطردَ أحدهما الآخر، فلا يجتمعان إلا حربًا، لا يجتمعان سلمًا قط.
فصل
ومن مفاسده: أنَّه يميل بسامعه إلى اللذات العاجلة، ويدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات بحسب الإمكان، ولا يَردعُ سامعَه عن استيفائها إلا عصمة عجز، أو فقر (?) جائحة، أو خوف عقوبة عاجلة، أو فقر، أو فضيحة تُذهِب الرئاسة والمروءة، أو خوف عقاب الله في الدار الآخرة، إن قوي وارد الإيمان على وارد السماع، وإلا قالت النفس لا أبيع حاضرًا بغائب ولا نقدًا بنسيئة.
خذ ما تراه ودع شيئًا سمعتَ به (?)
وهذا كامن فيها، لو ناطقتَها نطقتْ لك به، ومعظم هذه اللذات التي يدعو إليها السماع لذة المنكح، وليست تمام لذته إلا في المتجددات، وإن كان القديمات أجمل منهن، ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحلّ غالبًا، فيتقاضى السماع والطباعُ اجتلابهَا من المحرمات.
ولذلك قال السلف الصالح (?): "الغناء رقية الزنا". وبين الغناء