فيتواجد عليها المريد، ويبكي وينوح، ويزعم أنَّه أخذ منها إشارة. نعم أخذ إشارةً (?) من أبيات يُغضِب الله ما قيلت فيه وما أريد بها، ولم يأخذ الإشارة من كلامه، فلولا داء كامن في القلب أثاره السماع، لكان الأمر بالعكس. وكذلك قول الآخر (?):
ألا ما للمليحةِ لم تَزُرْني ... أبخل بالمليحة أم صُدودُ
مرِضتُ فعادني عُوَّادُ قومي ... فمالكِ لم تُرَيْ فيمن يعود
وقول الآخر (?):
ذي طَلْعةٍ سبحانَ فالقِ صُبْحِه ... ومعاطفٍ جَلَّت يمينُ الغارسِ
مرّتْ بأرجاءِ الخيال طيوفه ... فبكت على رسم السلو الدارس
وقول الآخر (?):
وماذا عسى الواشونَ أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشقُ
نعم صدقَ الواشونَ أنتِ حبيبةٌ ... إليَّ وإن لم تَصْفُ منك الخلائقُ
أفَترى الواشين كانوا يَشُون بأنَّه يحب امرأته وجاريته؟ وإنما تلك الأغاني في حريم الناس وأبنائهم، ومدح ما حرَّم الله من الخمر،