وأما بقية الأسئلة فيعرف جوابها مما تقدم، والله أعلم. [ل2أ]
فصل في بيان طرق هذا الحديث وكلام أهل العلم فيه
قال أبو داود: كتب إلىّ حسين بن حريث المروزي، حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد، عن عمارة بن أبي حفصة، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي..فذكره.
وقال النسائي: أخبرنا الحسين بن حريث فذكره.
الكلام على رجاء له
أما الحسين بن حريث
فاتفق الشيخان، البخاري ومسلم، على تخريج حديثه في صحيحيهما،ووثقه النسائي وابن حبان.
وأما شيخه الفضل بن موسى: فمتفق عليه أيضا، ووثقه يحيى بن معين، والبخاري، وابن سعد، وقال وكيع: ثقة، صاحب سنة، وقال أبو حاتم: صدوق صالح، وأثنى عليه ابن المبارك.
وأما شيخه الحسين بن واقد، فأخرج له مسلم محتجا به، والبخاري استشهادا، ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة والنسائي لا بأس به، وأثنى عليه أحمد، وقال ابن سعد: كان حسن الحديث، وقال أحمد حديث عن أبي المنيب منه أبر، وقال ابن حبان: كان على قضاء مرو، وربما أخطأ.
وأما شيخه عمارة بن أبي حفصة، واسم أبي حفصة نابت بالنون ثم الموحدة ثم المثناة، فأخرج البخاري، ووثقه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي وغيرهم.
وأما عكرمة فاحتج به البخاري.
قال الحافظ زكي الدين المندري في (مختصر السنن) : رجال اسناده محتج بهم في الصحيحين على الإتفاق والإنفراد.
قلت يريد بالنسبة إلى مجموع الصحيحين لا إلى كل فرد فرد منهما، فإن البخاري ما احتج بالحسين بن واقد، ولذلك لم يحتج مسلم بعمارة ولا بعكرمة.
فلو سلم أن الحديث على شرط الصحيح لم يسلم أن الحديث على شرط البخاري ولا على شرط مسلم، وإنما لم أجر على اطلاق القول بصحيحه لأن الحسين بن واقد قد تقدم أنه ربما أخطأ
والفضل بن موسى قال أحمد: إن في روايته مناكير، وكذلك نقل عبد الله بن علي بن المديني.