وقوله تعالى {بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة: 96]، يعني: بمبعده ومُنَحِّيه (?)، روي عن ابن عباس (?)، أبي العالية (?)، والربيع (?)، نحو ذلك.
ومن ذلك قول الحطيئة (?):
وقالوا: تزحزح ما بنا فضل حاجة ... إليك، وما منا لوَهْيِك راقع
يعني بقوله: (تزحزح)، تباعد، يقال منه: زحزحه يزحزحه زحزحة وزحزاحا، وهو عنك متزحزح، أي متباعد.
ويكون لازما ومتعديا، فمن قول الشاعر في المتعدي (?):
يا قابض الروح من نفس إذا احتضرت ... وغافر الذنب زحزحني عن النار
وقال آخر في اللازم (?):
خليلي ما بال الدجى لا يتزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
وروى النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ زَحْزَحَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (?).
وقد اختلف النحاة في (هُوَ) على وجوه (?):
أحدها: أن (هو) عائد إلى {أحدهم}، والتقدير: ما أحدهم بمزحزحه، وخبر الابتداء في المجرور. (أن يعمر) فاعل بمزحزح.
الثاني: وقالت جماعة: (هو) ضمير التعمير، والتقدير وما التعمير بمزحزحه، والخبر في المجرور، (أن يعمر) بدل من التعمير على هذا القول.
الثالث: وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت: (هو) عماد (?).